رانية عبد الرحيم المدهون
خلال أكثر من ثلاثة أعوام مرت على وطننا العربي، وجيشين في مثلث أقوى جيوش عربية يتعرَّضا لمحاولات الإضعاف والتدمير.
منذ بدايات العام 2011؛ والذي اعتقد العرب أنه عام الثورة بعد السكون؛ والتحرُّر بعد الاستكانة؛ والعدالة بعد الاستبداد؛ والحرية بعد التبعية.
منذ بدايات العام المذكور والناشطين الموجَّهين، وغير الواعين للمؤامرة، في حالة مد وجزر مع أجهزتهم الأمنية، لا سيما الخارجية منها !
ما كان المقصود مما أسموها بالثورات العربية تغيير الأنظمة وأوجهها وأقنعتها؛ وإنما المقصود كان الإيقاع بين الشعوب العربية وجيوشها، بذريعة التطلع لما أسموها بالحرية؛ حريَّتهم الواهمة؛ وديمقراطيتهم الزائفة !
أما سقطت العراق بذات هذه الديمقراطية في العام 2003؟!
أما تم انفصال جنوب السودان عن شماله بذات هذه الديمقراطية في العام 2011؟!
ألم يتم استلاب ما أسموه بإقليم برقة شرق القطر الليبي بذات هذه الديمقراطية في العام 2013؟!
إنها مجرَّد مرحلة من مراحل المخططات الامبريالية على وطننا العربي فحسب؛ استُخدِم فيها سلاح جديد لهذه الامبريالية؛ ألا وهو دعاوي الحرية الزائفة، واستهلاك القوى الذاتية لأقطارنا العربية عن طريق الاحتراب الداخلي!
ما كانت بثورات، ولا كان بربيع، ولم يكن بعربي على الإطلاق كما قال العاقلون القارءون للصورة بكل حقيقتها!
إنها محضُ حروبٌ باردة؛ باهتة؛ لا تُأتي بأُكُل، ولا تُغني عن جوع!
ما كان من هذه الحراكات التي تم توجيهها - ذلك بعد التقديم لها بغزو ثقافي واقتصادي واجتماعي للأقطار العربية المُستهدّفَة – إلا أن أثارت الشكوك والنزعات والنزاعات.
الجدير هنا بالتعجب والاطمئنان في نفس الوقت، أن الشعوب لم تنجرف في تيار المؤامرة حالها حال بعض النخبة والناشطين .
لقد أثبتت الشعوب العربية أنها أوعى من محركيها، وموجههيها.
فيما صَدُقَ قول الزعيم جمال عبد الناصر حين أكَّد أن "الشعب هو القائد والمعلم".
ربما تكون مواجهة جيوشنا العربية المُستهدَفة مع العدو الخفي صعبة؛ لكن وعي الشعوب وفطنتها وفطرتها ستقود هذه الأزمة دون شك إلى الزوال.
|